قيل: فهلا حذف النون في الاثنين للبناء كما حذف التنوين في الواحد له؟
فلأن النون ليس كالتنوين. "ألا تراهم قالوا: (الذين في الدار) فجعلوا الذين وما بعده من الكلام بمنزلة اسمين جُعِلا اسمًا واحدًا. ولم يحذفوا النون لأنها لا تجيء على حدّ التنوين، ألا تراها تدخل في الألف واللام (و) فيما لا ينصرف؟ ".
قال: وتقول: لا رجلَ ولا امرأةَ يا فتى.
قال أبو علي: تكرير (لا) في قولك (لا رجل ولا امرأة) على ضربين:
أحدهما: لتأكيد النفي، وهذا لا يجوز معه إلا التنوين وهذه لا يبنى معها الاسم، ألا ترى أنها قد تدخل على الاسم الذي يراد به واحد دون جميع كقولك:(ليس زيدٌ عندك ولا عمروٌ). والنافية التي تبنى وما بعدها لا تدخل على واحد بعينه.
والضرب الآخر: أن تكون كالأولى فتبنى مع الثانية كما بنيتها.