وكذلك قال الحافظ -رحمه اللهُ- في "النكت" دون تغيير، مع كونه قد غَيَّر اجتهاده في "فتح الباري" نفسه في (كتاب النكاح، باب: موعظة الرجل ابنته لحال زوجها) برقم (٥١٩١)، حيث قال:"واسم الجار المذكور: أوس بن خولي بن عبد الله بن الحارث الأنصاري، سماه ابن سعد من وجه آخر عن الزهري عن عروة، عن عائشة. . . فذكر حديثًا، وفيه: "وكان عمر مؤاخيًا أوس بن خولي، لا يسمع شيئًا إلا حدثه، ولا يسمع عمر شيئًا إلا حدثه"؛ وهذا هو المعتمد، وأما ما تقدم في العلم عمن قال: إنه عتبان بن مالك، فهو من تركيب ابن بشكوال، فإنه جوَّز أن يكون الجار المذكور عتبان؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - آخى بينه وبين عمر، لكن لا يلزم من الإخاء أن يتجاورا، والأخذ بالنص مقدم على الأخذ بالاستنباط، وقد صرحت الرواية المذكورة عن ابن سعد أن عمر كان مؤاخيًا لأوس، فهذا بمعنى الصداقة لا بمعنى الإخاء الذي كانوا يتوارثون به ثم نسخ، وقد صرَّح به ابن سعد بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - آخى بين أوس بن خولي وشجاع بن وهب، كما صرح به بأنه آخى بين عمر وعتبان بن مالك، فتبين أن معنى قوله: "كان مؤاخيًا" أي: مصادقًا، ويؤيد ذلك أن في رواية عبيد بن حنين: "وكان لي صاحب من الأنصار". انتهى
وبنحو ذلك الكلام ذكر ابن حجر في مقدمته "هدي الساري" أنه أوس بن خولي.
الموضع الثاني:
عند قول البخاري -رحمه اللهُ-: "سأله رجل" (كتاب العلم، باب: الغضب في الموعظة والتعلم إذا رأى ما يكره) برقم (٩١)، قال ابن حجر -رحمه اللهُ-: "هو عمير والد مالك، وقيل غيره -كما سيأتي في اللقطة-". انتهى
وكذلك قال ابن حجر -رحمه اللهُ- في "النكت" دون تغيير، مع كونه قد غير اجتهاده في "فتح الباري" نفسه، في (كتاب اللقطة، باب: ضالة الإبل) الحديث رقم (٢٤٢٧)، حيث قال: "ثم ظفرت بتسمية السائل، وذلك فيما أخرجه الحميدي والبغوي وابن السكن