للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الضم بلا تنوين، والتقدير باب كيف (١) بدء الوحي، ويكون قول الله مجرورًا عطفًا عَلى موضع الجملة، وهي كيف كَانَ بدء الوحي.

ثانيهما: الضم مع التنوين، وإعرابه واضح.

وحكى (٢) الكرماني فيه وجهًا ثالثًا، وهو: أنه يجوز فيه عدم الإعراب، فيورد بصورة الوقف عَلى سبيل التعداد، وفيه بحث ولم تجئ به الرواية.

وذكر الآية الكريمة؛ لأن عادته أن يضم إلَى الحديث الذِي [٢٦/ أ] عَلى شرطه ما ناسبه من قرآن، أو تفسير له، أو حديث عَلى غير شرطه، أو أثر عن بعض الصحابة والتابعين بحسب ما يليق عنده بذلك المقام.

وتراجم أبوابه غالبها أحاديث أو آثار أو تفاسير، وقلَّ ما يمر به في الحديث لفظة تناسق لفظ آية إلا ويورد تفسير تلك الآية.

ولأجل هذا أقول: ليس في الجوامع من احتوى عَلى علمي الكتاب والسنة مثله.

قوله: (بدء الوحي) هو بفتح الباء الموحدة والهمز، من الابتداء، وَقَالَ القاضي عِيَاض: يجوز الضم وتشديد الواو من البُدُوِّ: وهو الظهور، قُلْتُ: لكن لم تجئ به الرواية، وقد وقع [في] (٣) بعض الروايات: (كيف كَانَ ابتداء الوحي)، فصح ما قلناه.

والوحي في اللغة: الإعلام في خفاء.

وِفي الشرع: كلام الله المُنَزَّل عَلى نبيٍّ من أنبيائه.

قوله: (حَدَّثَنَا الْحُمَيْدي) هو: أبو بكر عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبد الله بن الزبير بن عبد الله بن حُميد بن أسامة بن زُهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قُصَي القرشي الأسدي، يجتمع مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قصي، ومع خديجة بنت خويلد ابن أسد زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أسد بن عبد العُزَّى، وهو منسوب إلَى جَدِّه حُميد.


(١) في الحاشية نسخة أخرى: "كيفية".
(٢) في الحاشية: "لم يحك، وإنما هو تجويز".
(٣) زيادة من "الفتح".

<<  <  ج: ص:  >  >>