للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو إمام كبير، له تصانيف في الحديث والفقه، من رؤساء أصحاب ابن عُيَيْنَة، وصحب الشافعي، وأخذ عنه الفقه، ورافقه في طلب الحديث، وفِي الرحلة إلَى مصر، ورجع بعد وفاته إلَى مكة فأقام بِها إلَى أن مات سنة تسع عشرة ومائتين.

وقدم المصنف الرواية عن الحُميدي؛ لأنه قرشي مكي، وشيخه ابن عُيينة مكي، إشارة إلَى العمل بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "قَدِّمُوا قُرَيْشًا وَلَا تَقَدَّمُوهَا" (١)، وإشعارًا بأفضلية مكة عَلى غيرها من البلاد، ولأن ابتداء الوحي كَانَ منها؛ فناسب أن يبدأ بالرواية عن أهلها في أول بدء الوحي، ومن ثَمَّ ثنى بالرواية عن مالك؛ لأنه فقيه الحجاز مع سُفيان، ولأن المدينة تلو مكة في الفضل، وقرينتها في نزول الوحي.

قوله: (عن سفيان) كذا [٢٦/ ب] في رواية أبي ذر، ولغيره: "ثَنا سفيان"، وهو ابن عُيينة بن أبي عمران أبو مُحَمَّد الهلالي الكوفي نزيل مكة، قالَ الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز.


(١) ورد من حديث عبد الله بن السائب. أخرجه: ابن أبي عاصم في "السنة" (١٥١٨، ١٥١٩)، وأخرجه أيضًا الطبراني في "المعجم الكبير" -كما في "الجامع الصغير" للسيوطي-، أما في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٢٥) فقد ذكر أنه عن علي، وهو خطأ، ولعل هناك سقطًا؛ لأن حديث علي أخرجه: البزار في "مسنده"، وحديث ابن السائب هو الَّذِي أخرجه الطبراني في الكبير، ولكنه في الجزء المفقود، ويدل عَلى ذَلِكَ أنه ذكر أن هذا الحديث من طريق أبي معشر، وحديث أبي معشر هو حديث عبد الله بن السائب، وليس حديث علي بن أبي طالب، ولأننا لم نجد في "مجمع الزوائد" حديث علي بن أبي طالب عند البزار، مما يؤكد وقوع سقط في مطبوعة "مجمع الزوائد"، ويتأكد ذَلِكَ عند مراجعة مسند علي بن أبي طالب في "المعجم الكبير" حيث لا يوجد هذا الحديث فيه.
أما حديث علي فأخرجه: البزار في "مسنده" (٤٦٥)، وأبو نُعيم في "الحلية" (٩/ ٦٤)، وورد أيضًا من حديث سهل بن أبي حثمة، أخرجه: ابن أبي عاصم في "السنة" (١٥٢١).
ومن حديث عتبة بن غزوان، أخرجه: ابن أبي عاصم في "السنة" (١٥٢٠).
ومن حديث أنس بن مالك، أخرجه: أبو نُعيم في "حلية الأولياء" (٩/ ٦٤).
ومن حديث أبي هريرة، أخرجه: ابن عدي في "الكامل" (٥/ ١٦٢)، في ترجمة: "عُثْمان بن عبد الرحمن الجمحي".
وورد بلاغًا من حديث ابن شهاب، أخرجه: الشافعي في "المسند" (ص ٢٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>