للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولغير الكُشْمَيْهَني: "ويكسب" بفتح أوله، قَالَ القاضي عِيَاض: وهذه الرواية أصح.

قُلْتُ: قد وجهنا الأولَى وهذه الراجحة، ومعناها تعطي الناس ما لا يجدونه (١) عند غيرك، فحذف أحد المفعولين، يقال: كسبت الرجل مالًا وأكسبته بمعنى، وقيل: معناه يكسب المال المعدوم ويصيب منه ما لا يصيب غيرك، وكانت العرب تتمادح بكسب المال لاسيما قريشًا، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة مَحظوظًا في التجارة، وقصته في ذَلِكَ مع خديجة مشهورة. وإنّما يصح هذا المعنى هناك إذا ضم إليه ما يليق به من أنه كَانَ مع إفادته للمال يجود به في الوجوه الَّتِي ذكرت من المكرمات.

وقولها: (وتُعين عَلى نوائب الحق) هِيَ كلمة جامعة لإيراد ما تقدم ولما لَم (٢) يتقدم.

وفي رواية المصنف في التفسير (٣) من طريق يونس، عن الزُّهري من الزيادة: "وتصدق (٤) في الحديث"، وهي من أشرف الخصال.

وفِي رواية هشام بن عروة، عن أبيه في هذه القصة: "وتؤدي الأمانة" (٥).

وفي هذه القصة من الفوائد: استحباب تأنيس من نزل به أمر بذكر تيسيره عليه وتهوينه لديه، وأن من نزل به أمر استحب له أن يُطْلع عليه من يثق بصحبته وصحة رأيه.

قوله: (فانطلقتُ به) أي: مضيت معه، فالباء للمصاحبة.

و(ورقة) بفتح الراء.

قوله: (ابن عم خديجة) هو بنصب ابن (٦) وتُكتب بألف، وهو بدل من ورقة، أو صفة، أو بيان، ولا يجوز جره فإنه يصير صفة لعبد العُزى وليس كذلك، ولا كتبه بغير ألف؛ لأنه لم يقع عليه بين علمين.


(١) في الأصل: "ما اتخذونه"، والمثبت من الفتح.
(٢) في الأصل: "له"، والمثبت من الفتح.
(٣) "صحيح البُخَاريّ" (كتاب التفسير، باب: سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}) (٤٩٥٤).
(٤) في الأصل: "وفصل"، والمثبت من الفتح.
(٥) أخرجه: ابن سعد في "الطبقات الكبرى" في (ذكر نزول الوحي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (١/ ١٩٥).
(٦) في الأصل: "الباء"، والمثبت من "الفتح".

<<  <  ج: ص:  >  >>