للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (فتبايعوا) بالموحدة والمثناة من تحت، وللكُشْمَيْهني بمثناتين ثم موحدة، وللأَصيلي: "فنُبَايع" بنون وموحدة.

(لِهذا النبي) كذا لأبي ذر، والباقين بحذف اللام.

قوله: (فحاصوا) بمهملتين أي: نفروا، وشبههم بالحُمُر دون غيرها من الوحوش؛ لِمناسبة الجهل وعدم الفطنة، بل هم أضل.

قوله: (وأيس) في رواية الكُشْمَيهني، والأَصيلي: "ويئس" بياءين تحتانيتين وهُمَا بِمعنى (١)، والأول معلوم من الثاني.

قوله: (من الإيمان) أي: إيمانهم لما أظهروه، وإيمانه لأنه شح بملكه كما قدمناه، وكان يحب أن يطيعوه فيستمر ملكه ويُسلم ويُسلموا بإسلامه، وإلا فقد كَانَ قادرًا عَلى أن يفر عنهم ويترك ملكه رغبة فيما عند الله، والله الموفق.

قوله: (آنفًا) أي قرينًا، وهو منصوب عَلى الحال.

قوله: (فكان ذَلِكَ آخر شأن هرقل).

أي: فيما يتعلق بهذه القصة المتعلقة بدعائه إلَى الإيمان خاصة؛ لأنه انقضى أمره حينئذٍ ومات، أو أنه أطلق الآخرية بالنسبة إلَى ما في علمه، وهذا أوجه؛ لأن هرقل قد وقعت له قصص أخرى بعد ذَلِكَ: منها ما أشرنا إليه من تَجهيزه الجيوش إلَى مُؤْتَة، ومن تجهيزه الجيوش أيضًا إلَى تَبُوك، ومكاتبة النبي - صلى الله عليه وسلم - له ثانية، وإرساله إلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - بذهبٍ فقسمه بين أصحابه، وهو في رواية ابن حبان الَّتِي أشرنا إليها قبل.

وفِي المسند من طريق سعيد بن أبي راشد التَّنُّوخي رسول هرقل قَالَ: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبوك، فبعث دِحْيَة إلَى هِرقل، فلما جاءه الكتاب دعا قسيسي الروم وَبطَارِقَتَها. . . فذكر الحديث، قَالَ: فتحيروا حَتَّى [إن] (٢) بعضهم خرج من بُرْنُسه، فقال: اسكتوا، فإنما أردت أن أعلم تمسككم بدينكم (٣).


(١) في الفتح: "بمعنى: قنط".
(٢) ساقطة من الأصل، والمثبت من "الفتح"، و"مسند أَحْمَد".
(٣) "مسند أَحْمَد" (٣/ ٤٤١ - ٤٤٢)، (٤/ ٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>