للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* تنبيه:

هذا الحديث من أفراد البُخَاري عن مُسْلِم بخلاف جميع ما تقدم من الأحاديث المرفوعة، عَلى أن مسلمًا أخرج معناه من وجه آخر (١)، وزاد ابن حبان، والحاكم في "المستدرك" من حديث أنس صحيحًا: "والْمُؤمن من أَمِنَهُ الناس" (٢)، وكأنه اختصره هنا لتضمنه معناه، والله أعلم.

قوله: (وَقَالَ أبو معاوية: ثَنَا داود) هو ابن أبي هند، وكذا في رواية ابن عساكر.

(عن عامر). وهو الشَّعْبي المذكور في الإسناد الموصول.

وأراد بهذا التعليق: بيان سماعه له من الصحابي، والنكتة فيه: رواية وُهَيْب بن خالد له، عن داود، عن الشّعْبي، عن رجل، عن عبد الله بن عَمْرو، حكاه ابن منده (٣)، فعلى هذا لعل الشعبي بلغه ذَلِكَ عن عبد الله ثم لقيه فسمعه منه، [ونبه] (٤) بالتعليق الآخر عَلى أن عبد الله الَّذِي أُهمل في روايته هو عبد الله بن عمرو الَّذي بُيِّن في رواية رفيقه.

والتعليق عن أبي معاوية وصله إسحاق بن رَاهَويه في "مسنده" عنه، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" من طريقه، ولفظه: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: ورب هذه البَنيَّة لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "المهاجر من هجر السيئات، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده" (٥)، فعلم أنه ما أراد إلا أصل الحديث.

والمراد بالناس هنا: المسلمون كما في الحديث الموصول، فهم الناس حقيقة، ويُمكن حمله عَلى عمومه عَلى إرادة شرط وهو: "إلا بحق" [٥٢/ أ]، وإرادة هذا الشرط متعينة عَلى كل حال، والله -سبحانه وتعالى- أعلم.


(١) أخرجه مُسْلِم في "صحيحه" (كتاب الإيمان، باب: بيان تفاضل الإسلام) برقم (٤١)، من حديث جابر ولفظه: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".
(٢) أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (كتاب البر والإحسان، باب: الجار) برقم (٥١٠)، والحاكم في "المستدرك" (كتاب الإيمان) (١/ ١١).
(٣) أخرجه ابن منده في "الإيمان" (١/ ٤٥١).
(٤) مكانها بياض في الأصل، والمثبت من "الفتح".
(٥) أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (كتاب الإيمان، باب: فرض الإيمان) برقم (١٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>