للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فالجواب: أنَّه ضمنه معنى الاستقرار، كأنه قَالَ: يستقر فيه، ومثله قوله تعالَى: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا} [الأعراف: ٨٩].

* تنبيه:

هذا الإسناد كله بصريون، وأخرجه المصنف بعد ثلاثة أبواب من طريق شُعبة، عن قَتادة، عن أنس (١)، واستدل به عَلى فضل من أكره عَلى الكفر فترك التقِية إلى أن قُتِل، وأخرجه من هذا الوجه في الأدب في فضل الحب في الله، ولفظ هذه الرواية: "وَحَتى أن يقذف في النَّار أحب إليه من أن يرجع إلَى [٥٧/ب] الكفر بعد إذ أنقذه الله منه" (٢). وهي أبلغ من لفظ حديث الباب؛ لأنَّه سَوى فيه بين الأمرين، وهنا جعل الوقوع في نار الدُّنْيَا أوْلَى من الكفر الذِي أنقذه الله بالخروج منه من نار الأخرى، وكذا رواه مُسْلِم من هذا الوجه (٣)، وصرح النَسَائي في روايته والإسماعيلي بسماع قتادة له من أنس (٤)، والله الموفق.

وأخرجه النَسَائي من طريق طَلْق بن حَبِيب، عن أنس، وزاد فيه في الخصلة الثَّانية ذكر البغض في الله ولفظه: "وأن يُحب في الله ويبغض في الله" (٥). وقد تقدم للمصنف في ترجمة: "والحب في الله والبغض في الله من الإيمان" (٦)، وكأنه أشار بذلك إلى هذه الرواية, والله أعلم.


(١) "صحيح البُخَاري" (كتاب الإيمان, باب: من كره أن يعود في الكفر. . .) برقم (٢١).
(٢) برقم (٦٠٤١).
(٣) "صحيح مُسْلِم" (كتاب الإيمان, باب: بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان) برقم (٤٣).
(٤) "سنن النَسَائي" في "الكبرى" (كتاب الإيمان وشرائعه، باب: حلاوة الإيمان) (٦/ ٥٢٧)، وفي "المجتبى" في نفس الكتاب والباب (٨/ ٩٦).
(٥) "سنن النَسَائي"في "الكبرى" (كتاب الإيمان وشرائعه، باب: طعم الإيمان) (٦/ ٥٢٧)، وفي "المجتبى" في نفس الكتاب والباب (٨/ ٩٤ - ٩٥).
(٦) "صحيح البُخَاريّ" (كتاب الإيمان، الباب الأول).

<<  <  ج: ص:  >  >>