للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثم إن في متنه ما يتعلق بمباحث الإيمان من وجهين آخرين:

أحدهما: اجتناب المناهي من الإيمان كامتثال الأوامر.

وثانيهما: أنَّه تضمن الرد عَلى من يقول أن مرتكب الكبيرة كافر أو مُخلد في النَّار، كما سيأتي تقريره إن شاء الله تعالَى.

قوله: (عائذ الله) هو اسم علم، وأبوه عبد الله بن عمرو الخَوْلاني صحابي، وهو من حيث الرواية تابعي كبير، وقد ذكر في الصَّحَابَة؛ لأن له رُؤية، وكان مولده عام حُنين، والإسناد كله شاميون.

قوله: (وكان شهد بدرًا) يعني: حضر الوَقْعة المشهورة الكائنة بالمكان المعروف بِبَدْر، وهي أول واقعة قاتل النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - فيها المشركين، وسيأتي ذكرها في [٥٩/أ] المَغَازي، ويُحتمل أن يكون قائل ذلِكَ أبو إدريس، فيكون متصلًا إذا حُمل عَلى أنَّه سَمع ذلكَ من عُبَادة، أو الزُّهْرِيّ فيكون منقطعًا، وكذا قوله: "وهو أحد النقَبَاء".

قوله: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) سقط قبلها من أصل الرواية لفظ: "قَالَ"، وهو خبر أنَّ؛

لأن قوله: "وكان" وما بعدها مُعْتَرَض، وقد جرت عادة كثير من أهل الحديث بحذف "قَالَ" خطأ، لكن حيث يتكرر في مثل: "قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، ولابد عندهم مع ذَلِكَ من النُّطق بِها، وقد ثبت في رواية المُصنف لهذا الحديث بإسناده هذا في "باب: مَنْ شَهِدَ بَدرًا" (١). فلعلها سقطت هنا ممن بعده. ولأحمد عن أبي اليَمَان بهذا الإسناد: "أن عُبَادة حدثه" (٢).

قوله: (وحوله) بِفَتح اللام عَلَى الظَّرْفية.

و(العِصَابَة) بكسر العين: الجماعة من العشرة إلى الأربعين، ولا واحد لَها مِنْ لَفْظِها، وقد جمعت عَلى عَصَائب وعُصْب.


(١) لم يثبت لفظ قَالَ في الموضع الذِي أشار إليه الحافظ -رحمه الله-، ولعله يقصد ما ثبت في (كتاب الأحكام، باب: بيعة النساء) برقم (٧٢١٣)، وفيه: (. . . . أخبرني أبو إدريس الخولاني أنَّه سمع عبادة بن الصامت يقول: قَالَ لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . .).
(٢) لم نقف عليه كما ذكره الحافظ، وانظر "مسند أحْمَد" (٥/ ٣٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>