للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (من قَالَ لا إله إلا الله وَفي قلبه) فيه دليل عَلى اشتراط النطق بالتوحيد، أو المراد بالقول هُنا: القول النفسي، فالمعنى: من أقر بالتوحيد وصدق فالإقرار لابد منه، فلهذا أعاده في كل مرة، والتفاوت يحصل في التصديق عَلى الوجه المتقدم.

فإن قيل: فكيف لَم يذكر الرسالة؟

فالجواب: أن المراد: المجموع، وصار الجزء الأول علما عليه، كما يقول: قرأت: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} أي: السورة كلها.

قوله: (بُرَّة) بضم الموحدة وتشديد الراء المفتوحة: وهي القمحة، ومقتضاه: أن وزن البُرَّة دون وزن الشَّعيرة؛ لأنه قدم الشعيرة وتلاها بالبُرَّة ثم الذرة، وكذلك هو في بعض البلاد.

فإن قيل: إن السياق بالواو وهي لا تُرَتِّب.

فالجواب: أن رواية مُسلم من هذا الوجه بلفظ: "ثم" (١)، وهي [٨٦ / ب] للترتيب.

قوله: (ذَرَّة) بفتح المعجمة وتشديد الراء المفتوحة، وصحفها شُعبة فيما رَوَاهُ مسلم من طريق يزيد بن زُرَيْع عنه فقال: "ذرَة" -بضم المعجمة وتَخفيف الراء-، وكأن الحامل له عَلى ذلك كونها من الحبوب فناسبت الشعيرة والبرة، قَالَ مسلم في روايته: قَالَ يزيد: "صَحَّف فيها أبو بِسْطَام" (٢)، يعنِي: شُعْبَة.

ومعنى الذَّرَّة: قيلَ: هي أقل الأشياء الموزونة، وقيل: هو الهباء الذي يظهر في شعاع الشمس مثل رءوس الإبر، وقيل: هي النَّملة الصغيرة، ويروى عن ابن عباس أنه قَالَ: إذا وضعت كفك في التراب ثم نفضتها فالساقط هو الذَّر، ويقال: إن أربع ذرات وزن خَرْدَلة، وللمصنف في أواخر التوحيد من طريق حُميد، عن أنس مرفوعًا: "أدخل


= النار من أهل التوحيد) برقم (٢٥٩٣)، وأحْمَد في "مسنده" (٣/ ٢٧٦).
(١) "صحيح مسلم" (كتاب الإيمان، باب: أدنى أهل الجنة منْزلة فيها) برقم (١٩٣).
(٢) "صحيح مسلم" (كتاب الإيمان، باب: أدنى أهل الجنة منْزلة فيها) برقم (١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>