قوله:(متى الساعة) أي: متى تقوم الساعة، وصرح به في رواية عُمَارة بن القعقاع، واللام للعهد، والمراد: يوم القيامة.
قوده:(بأعلم) الباء زائدة لتأكيد النفي، وهذا وإن كانَ مشعرًا بالتساوي في العلم لكن المراد بالتساوي في العلم بأن الله استأثر بعلمها؛ لقوله بَعْدُ:"خمس لا يعلمها إلا الله"، وسيأتي نظير هذا التركيب في أواخر الكلام عَلى هذا الحديث في قوله:"ما كنت بأعلم به من رجل منكم"، فإن المراد أيضًا: التساوي في عدم العلم به، وفِي حديث ابن عباس هنا فقال:"سبحان الله خَمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله"، ثم تلا الآية.
قَالَ النووي: يستنبط منه: أن العالم إذا سئل عمَّا لا يعلم يصرح بأنه لا يعلمه، ولا يكون في ذلِكَ نقص من مرتبته، بل يكون دليلًا عَلى مزيد ورعه.
وَقَالَ القرطبي: مقصود هذا السؤال: كف السامعين عن السؤال عن وقت الساعة؛ لأنهم كانوا قد أكثروا السؤال عنها، كما ورد في كثير من الآيات والأحاديث، فلما حصل الجواب بما ذكر هنا حصل اليأس من معرفتها، بخلاف الأسئلة الماضية، فإن المراد بها: استخراج الأجوبة ليتعلمها السامعون ويعملوا بِها، ونبه بهذه الأسئلة عن تفصيل ما تمكن معرفته مما لا تمكن.
قوله:(من السائل) عدل عن قوله: "لست بأعلم بها منك" إلَى لفظ يشعر بالتعميم؛ تعريضًا للسامعين، أي: أن كل مسئول وكل سائل فهو كذلك.
قوله:(وسأخبرك) وفِي التفسير: "ولكن سأحدثك عن أشراطها، وفِي رواية أبي فروة: "ولكن لَها علامات تُعرف بِها"، وفِي رواية كَهْمَس قَالَ: "فأخبرني عن أماراتها"، فترددنا هل ابتدأه بذكر الأمارات؟ أو السائل سأل عن الأمارات؟
ويجمع بينهما بأنه ابتدأ بقوله: "وسأخبرك فقال له السائل: "فأخبرني"، ويدل عَلى ذَلِكَ رواية سليمان التيمي؛ فلفظها:"ولكن إن شئت نبأتك عن أشراطها. قَالَ: أجل". ونحوه في حديث ابن عباس وزاد:"فحدثني".
وقد حصل تفسير الأشراط من الرواية الأخرى، وأنها العلامات: وهي بفتح