للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثالثها: أن في القصة أن قومه أوفدوه، وإنَّما كَانَ معظم الوفود بعد فتح مكة.

رابعها: في حديث ابن عباس: أن قومه أطاعوه ودخلوا في الإسلام بعد رجوعه إليهم، ولَم يدخل بنو سعد وهو ابن بكر بن هَوَازن في الإسلام إلا بعد وقعة حُنَيْن، وكانت في شوال سنة ثَمانٍ كما سيأتي مشروحًا في مكانه إن شاء الله تعالى.

فالصواب: أن قدوم ضمام كَانَ في سنة تسع، وبه [١٢٢/ ب] جزم ابن إسْحَاق، وأبو عبيدة وغيرهما.

وغفل البدر الزركشي فَقَالَ: إنما لَم يذكر الحج؛ لأنه كَانَ معلومًا عندهم في شريعة إبراهيم. انتهى، وكأنه لَم يراجع صحيح مُسْلِم فضلًا عن غيره.

قوْلُهُ: (وأنا رسول من ورائي) مَنْ: موصولة، ورسول: مضاف إليها، ويَجوز تنوينه وكسر "من"، لكن لم تأت به الرواية. ووقع في رواية كُرَيْب، عن ابن عباس، عند الطبراني: "جاء رجل من بني سعد بن بكر إلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَ مسترضعًا فيهم، فَقَالَ: أنا وافد قومي ورسولهم" (١).

وعند أَحْمَد والحاكم: "بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدًا إلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدم علينا" (٢) فذكر الحديث.

فقول ابن عباس: "فقدم علينا" يدل عَلى تأخير وفادته أيضًا؛ لأن ابن عباس إنَّما قدم المدينة بعد الفتح، وزاد مُسْلِم في آخر الحديث: "قَالَ: والَّذِي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص، فَقَالَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لئن صدق ليدخلن الْجَنَّة" (٣). وكذا وقعت هذه الزيادة في حديث ابن عباس، وهي الحاملة لمن سمى المبهم في حديث طلحة: ضمام ابن ثعلبة، كابن عبد البر وغيره، وقد قدمنا هناك أن القرطبي مال إلَى أنه غيره.


(١) هذا اللفظ أيضًا ليس في الرواية التي في مطبوع "المعجم الكبير" (٨/ ٣٠٥)، وعزاه أيضًا الهيثمي له في "مجمع الزوائد" (كتاب الحج، باب: فرض الحج) (٣/ ٢٠٥)، وهو في "مشيخة ابن طهمان" (ص ١٧١).
(٢) أخرجه الإمام أحْمَد في "مسنده" (١/ ٢٦٤)، والحاكم في "مستدركه" (كتاب المغازي والسير) (٣/ ٥٤).
(٣) "صحيح مُسْلِم" (كتاب الإيمان، باب: السؤال عن أركان الإسلام) برقم (١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>