للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديث الستر على المسلم، وهو انتقال من حديث إلَى حديث (١)، فإن الراحل في حديث الستر هو أبو أيوب الأنصاري رحل فيه إلَى عقبة بن عامر الجُهَني (٢).

وقد وقع ذَلِكَ لغير هؤلاء، فروى أبو داود من طريق عبد الله بن بُريدة أن رجلًا من الصحابة رحل إلَى فضالة بن عُبيد وهو بمصر في حديث (٣)، وروى الخطيب عن عُبَيد الله بن عَدي قَالَ: "بلغني حديث عند علي خفت إن مات ألَّا أجده عند غيره، فرحلت حَتَّى قدمت عليه العراق" (٤)، وتتبع ذَلِكَ يكثر.

وفيه دليل عَلى طلب علو الإسناد، وفيه ما كَانَ عليه الصحابة من الحرص عَلى تحصيل السنن.

قَوْلُهُ: (حَدَّثَنَا خالد بن خَلِيٍّ) هو بفتح الخاء المعجمة وكسر اللام الخفيفة بعدها ياء تحتانية مشددة كما تقدم في المقدمة، وإنَّما أعدته لأنه وقع عند الزركشي مضبوطًا بلام مشددة وهو سبق قلم أو خطأ من الناسخ (٥).

قَوْلُهُ: (قَالَ الأوزاعي) في رواية الأصيلي: "حَدَّثَنَا الأوزاعي".

قَوْلُهُ: (أنه تمارى هو والحُرّ) سقطت "هو" من رواية ابن عساكر، فعطف عَلى المرفوع المتصل بجر تأكيد ولا فصل، وهو جائز عند البعض، وقد تقدمت مباحث هذا الحديث قبلُ ببابين، وليس بين الروايتين اختلاف إلا فيما لا يغير المعنى وهو قليل.


(١) أخرج الطبراني في "المعجم الأوسط" برقم (٨١٣٣) حديث: "من ستر عَلى مؤمن فكأنما أحيا موءودة"، وفِي أوله: أن جابر بن عبد الله رحل إلَى مصر في طلبه من مسلمة بن مَخلد، فلعل هذا الحديث هو سبب الخلط، والله أعلم.
(٢) أخرجه الإمام أَحْمَد في "مسنده" (٤/ ١٥٣، ١٥٩)، والحميدي في "مسنده" (١/ ١٨٩).
(٣) "سنن أبي داود" (كتاب الترجل، أول كتاب الترجل) برقم (٤١٦٠).
(٤) رَوَاه الخطيب في "الرحلة في طلب الحديث" (ذكر الرواية عن التابعين والخالفين في مثل ذَلِكَ) (ص ١٣٠).
(٥) راجع: "تجريد تعليقات ابن حجر عَلى التنقيح للزركشي" [١٥٦/ أ].

<<  <  ج: ص:  >  >>