وتحققت أن رسول الله ﷺ قاتلهم؛ ليكون الدعاء كله لله، والنذر كله لله، والذبح كله لله، والاستغاثة كلها بالله، وجميع أنواع العبادات كلها لله.
وعرفت: أن إقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الإسلام، وأن قصدهم الملائكة، أو الأنبياء، أو الأولياء؛ يريدون شفاعتهم والتقرب إلى الله بذلك هو الذي أحل دماءهم وأموالهم.
عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت إليه الرسل، وأبى عن الإقرار به المشركون.
يقول الشيخ ﵀:«فإذا أردت الدليل على أن هؤلاء المشركين الذين قاتلهم رسول الله ﷺ … » إلخ، لأنهم يتخذون بينهم وبين الله وسائط يعبدونهم من دون الله؛ زاعمين أنهم يقربونهم إلى الله، وأنهم يشفعون لهم.
وهؤلاء المشركون كانوا يقرون بأنه ﷾ رب كل شيء، وأنه لا خالق غيره ولا رازق غيره، ولا يحيي ولا يميت إلا هو، وهذا هو تحقيق توحيد الربوبية، فكان عندهم توحيد، وعندهم شرك، وكان توحيدهم في الربوبية، وشركهم في العبادة؛ لأنهم اتخذوا مع الله آلهة أخرى يعبدونها، لكنهم لم يتخذوا شيئًا من المخلوقات ربًّا خالقًا مدبرًا، وربما كان عند بعضهم شيء من الشرك بالربوبية. أما اعتقاد خالق مدبر، فهذا لله وحده.