للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«وأُعطيت الشفاعة» (١)، وقال : «وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة» (٢)، فالله أعطاه الشفاعة وأنا أطلب من الرسول الشفاعة، وأقول: يا رسول الله! اشفع لي، يا رسول الله ادع الله أن يغيثني - وهو في قبره -؟

نقول لو كان الرسول حيًّا، فيجوز أن تطلب منه الشفاعة، فقد كان الصحابة يطلبون منه أن يشفع لهم عند الله بمعنى أن يدعو لهم، ومن ذلك قول ذلك الأعرابي: «إنا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك»، فأنكر النبي قوله: نستشفع بالله عليك، وقال له: «إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه» (٣)، فأنكر عليه واحدة، وأقره على الثانية، فأقره في استشفاعه بالرسول إلى الله «ونستشفع بك على الله»، فيجوز الاستشفاع بالحي القادر، فيطلب من العبد الصالح أن يدعو الله له؛ إما طلب خاص، أو طلب عام للمسلمين قال عكاشة: «يا رسول! ادع الله أن يجعلني منهم» (٤)، والمرأة التي كانت تُصرع تأتي وتقول: يا رسول الله! ادع الله لي (٥)، ويطلب منه المسلمون أن يستسقي لهم، فيقول أحدهم: «ادع الله يغيثنا» (٦)، فيدعو فيجيب الله دعاءه،


(١) رواه البخاري (٣٣٥)، ومسلم (٥٢١) من حدث جابر بن عبد الله .
(٢) رواه البخاري (٦٣٠٤)، ومسلم - واللفظ له - (١٩٩) من حديث أبي هريرة .
(٣) رواه أبو داود (٤٧٢٨)، وصححه ابن خزيمة في «التوحيد» ص ١٠٣ من حديث جبير بن مطعم .
(٤) رواه البخاري (٦٥٤١)، ومسلم (٢٢٠) من حديث ابن عباس .
(٥) رواه البخاري (٥٦٥٢)، ومسلم (٢٥٧٦) من حديث ابن عباس .
(٦) رواه البخاري (١٠١٣)، ومسلم (٨٩٧) من حديث أنس .

<<  <   >  >>