للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

«عالج» لا يدري بها أحد ولم يكشفها إلا حكم الإمام عبد العزيز أطال الله عمره، فعرفها العرب وعرفوا فيها العربية المبرَّأة من العجمة، والبلاغة التي ما وراءها بلاغة، والنبرة الصافية التي إن سمعتها فإنما سمعت كلام سَحْبان أو خالد بن صفوان (١).

قلت: ولكن ما أبعدك يا رملة عالج!

قال: بل ما أدناك يا شارع الحلبوني! ألا تعرف دار الباشا؟

قلت: القنصلية السعودية؟

قال: بارك الله فيك، إن شيخ السوالم نازل فيها، وقد هبط دمشق ليلة أمس، وهو أول «سالمي» يهبطها بعد إذ فارقتها قبيلته.

قلت: متى فارقوها؟

قال: صبيحةَ الفتنة التي قُتل فيها الوليد بن يزيد، الملك المظلوم الذي عبث خصومه بتاريخه، فقوّلوه ما لم يقل ونسبوا


(١) ليس لهذا أصل في عالم الواقع، إنما هو أمر ابتكره خيال المؤلف، لكن الجِدّ الذي أضفاه على روايته هنا حملت بعضَ قارئيه على توهّم صحته، حتى إن أحدهم اعتمد عليه ذات يوم في بحث علمي رصين. قال في الذكريات: "كتبت مرّة قصصاً متخيَّلة عن أعرابي صَحِبَنا في رحلة الحجاز، منها «الأعرابي والشعر» التي قلت فيها إن قبيلة اسمها «السّوالم» لا تزال تنطق الفصحى لم يدخل ألسنتَها اللحن ولا بلغتها العُجمة. وكان ذلك خيالاً منّي، فأخذ ذلك الأستاذُ وحيد جباوي فوضعه في بحث له عن الفصحى وعن اللحن ونشر خلاصة منه في مجلّة مجمع اللغة العربية! " (انظر الذكريات: ٣/ ٣٩٩) (مجاهد).

<<  <   >  >>