للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبعضاً ... وهكذا يمشي العقل حتى يصل إلى أصغر الأجزاء الزمنية، ولكنه لا يزال يمشي ولا ينتهي أبداً. إن عام الهجرة مثلاً لا تزال له بقية في الوجود، أجزاء من الزمن بالغةٌ في الصغر حداً لا يدركه العقل ولكن تدركه الذاكرة. إن هذه البقايا هي ذكريات الأعوام الماضية في نَفَس العام الجديد (١).

قلت: إني لم أفهم شيئاً!

وقفز عقلي فجأة من أجزاء الزمن الصغيرة إلى الزمان المطلق، وراح يمشي على هذا الخط الطويل يقطعه في لحظة، ولكنه لا يستطيع أن يبلغ طرفيه، فلا يَني يحاول بلوغَهما ولا ينقطع عن السؤال: إلى أين ينتهي هذا الخط؟ من أين يبدأ؟ أليست له نهاية؟ ما هي اللانهاية؟

وذهب العقل يفكر: إن عمر عشر حشرات ساعة من عمري، وعمر عشرة رجال ساعة من عمر الصحراء، وعمر الصحارى


= شائع في الكتابات العلمية، بل الشائع هو التقسيم العشري للثانية (التي صارت هي وَحْدة الزمن القياسية في النظام العالمي «SI»)، فجزء من ألفٍ من الثانية هو ملّيثانية، وجزء من مليون منها هو مايكروثانية، والنانوثانية جزء من بليون، والبيكوثانية جزء من ألف بليون (تريليون)، ثم الفمتوثانية، فالأتّوثانية، إلخ. وقل مثل ذلك في قياس الكتلة: غرام وملّيغرام ومايكروغرام، والمسافة: متر وملّيمتر ومايكرومتر ... (مجاهد).
(١) ليس لهذا التصوير الفلسفي معنى لأن الزمن كله ينقضي، سواء أكان طويلاً أم قصيراً، فإذا انقضت أيامُ العام المنصرم وساعاته ودقائقه، فلماذا لا تنقضي ثوانيه وثوالثه وروابعه؟ (مجاهد).

<<  <   >  >>