للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من هنا: من الأزهر والأموي وهاتيك المدارس الشرقية والمساجد الإسلامية، ولو كان الشرفَ والهدى والعفاف والطهارة، طهارة القلب وطهارة الجسد ... إن في أوربا وفي أميركا -كما قرأنا وحدّثَنا مَن ذهب إليهما- أُسَراً كثيرات لا ترضى بهذا الاختلاط ولا تُسيغه، وإن في باريس ... في باريس يا ناس، آباء وأمهات لا يسمحون لبناتهم الكبيرات أن يَسِرْنَ مع شاب أو يصحبنَه إلى السينما، بل هم لا يُدخلونهنّ إلا إلى روايات (١) عرفوها وأيقنوا بسلامتها من الفحش والفجور، اللذَين لا يخلو منهما -مع الأسف- واحدٌ من هذه «التهريجات» والصبيانيات السخيفة التي تسميها شركاتُ مصر الهزيلةُ الرقيعةُ، الجاهلةُ بالفن السينمائي مثلَ جهلها بالدين ... تسميها أفلاماً!

يقولون: إن الاختلاط يكسر شِرَّة الشهوة ويهذب الخلق وينزع من النفس هذا الجنون الجنسي، وأنا أحيل في الجواب على من جرّب الاختلاط في المدارس، روسيا التي لا تعود إلى دين ولا تسمع رأي شيخ ولا قسّيس. ألم ترجع عن هذه التجربة لمّا رأت فسادها؟ وأميركا، ألم تقرؤوا أن من جملة مشكلات أميركا مشكلة ازدياد نسبة «الحاملات» من الطالبات؟ (٢) فمن يسرّه


(١) يريد الأفلام السينمائية، هكذا كان يسمّيها (مجاهد).
(٢) لذلك صاروا يدرّسون «الثقافة الجنسية» في المدارس، أي أنهم يصبّون البنزين على النار؛ يصفون للفتاة الغافلة البريئة ما خفي من سَوْأة الرجل وماذا يصنع إذا خلا بأنثى! ووُجد فينا من شياطين الإنس مَن يدعونا إلى أن نصنع في ذلك مثلَ صنيعهم. كما أنهم صاروا يدرّبون طالبات المدارس المتوسطة على استعمال حبوب منع الحمل!

<<  <   >  >>