أن يكون في جامعات مصر والشام وسائر بلاد الإسلام مثل هذه المشكلة؟
* * *
أنا لا أخاطب الشباب ولا أطمع في أن يسمعوا لي، وأنا أعلم أنهم قد يردّون عليّ ويسفّهون رأيي لأني أحرمهم من لذائذ ما صدّقوا أنهم قد وصلوا إليها حقاً، ولكن أخاطبكنّ أنتنّ، أنتنّ يا بناتي المؤمنات الديّنات، يا بناتي الشريفات العفيفات: إنه لا يكون الضحية إلا أنتنّ، فلا تقدّمنَ نفوسكنّ ضحايا على مذبح إبليس، لا تسمعنَ كلامَ هؤلاء الذين يزيّنون لكنّ حياة الاختلاط باسم الحرية والمدنية والتقدمية والروح الجامعية، فإن أكثر هؤلاء الملاعين لا زوجة له ولا ولد، ولا يهمّه منكن جميعاً إلا اللذة العارضة! أما أنا فإني أبو أربع بنات (١)، فأنا حين أدافع عنكنّ أدافع عن بناتي، وأنا أريد لكُنّ من الخير ما أريده لهنّ.
إنه لا شيء مما يهرف به هؤلاء يَرُدّ على البنت عِرْضَها الذاهب، ولا يرجع لها شرفها المثلوم ولا يعيد لها كرامتها
(١) كذلك كان يوم كتب هذه المقالة سنة أربع وخمسين، وفي السنة التي بعدها رزقه الله بصغرى بناته، يمان. وأنبتها الله نباتاً حسناً وفقّهَها في دينه حتى صارت من المُفتيات الداعيات، ودَرّست علومَ الدين -من فقه وتفسير وسواهما- في جامعة الملك عبد العزيز في جُدّة زماناً، ثم اختارها الله إلى جواره فلحقت بأبيها قبل كتابة هذه الحاشية بسنتين كاملتين، لا تزيدان يوماً ولا تنقصان يوماً، وهذا من غرائب الموافقات. عليها وعلى أبيها رحمة الله (مجاهد).