للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الضائعة. وإذا سقطت البنت لم تجد واحداً يأخذ بيدها أو يرفعها من سقطتها، إنما تجدهم جميعاً يتزاحمون على جمالها ما بقي فيها جمال، فإذا ولّى ولَّوا عنها كما تولّي الكلاب عن الجيفة التي لم يبقَ فيها مِزْعة لحم!

* * *

هذه نصيحتي إليك يا بنتي، وهذا هو الحق فلا تسمعي غيره، واعلمي أن بيدك أنت لا بأيدينا معشرَ الرجال، بيدك مفتاح باب الإصلاح، فإذا شئت أصلحت نفسك وأصلحت بصلاحك الأمةَ كلها.

والسلام عليكِ ورحمة الله (١).

* * *


(١) نُشرت هذه المقالة أولَ مرة في العدد الأول من أعداد السنة الثالثة من مجلة «المسلمون» الدمشقية الذي صدر في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عام ١٩٥٣، وبعد ذلك بسنوات صدر كتاب «صور وخواطر» والمقالة فيه، وفي آخرها حاشية قال فيها: "كتب الله لهذه المقالة ما لم يكتبه لغيرها، فنُشرت في دمشق في رسالة وحدَها، ونشرت في رسالة في بغداد وفي القاهرة وفي الإسكندرية، وتُرجمت إلى الأوردية ونشرت في «الدون» أكبر جرائد باكستان، وإلى الإنكليزية ونشرت في «التايمز» الهندية، وإلى الفارسية ونشرت في جريدة «برس» الإيرانية".
وبعد ذلك بثلاث وثلاثين سنة أصدرت دار المنارة المقالةَ في رسالة مستقلة مرة أخرى، فكتب لها مؤلفها مقدمة جديدة، وقد رأيت =

<<  <   >  >>