للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:


= أن أُثبتها هنا ليطّلع عليها من لم يَقْتَنِ الرسالة المستقلة من قرّاء هذا الكتاب (ولا بد أنهم كثير)؛ قال:
"أنا أكتب وأخطب من ستين سنة، فما قُدِّر لمقالتين نشرتهما من الذيوع ما قُدِّر لهاتين المقالتين؛ «يا ابني» و «يا بنتي»، ولاسيما مقالة «يا بنتي»؛ كتبتها وأنا أمشي إلى الخمسين، وأنا اليوم أقرع باب الثمانين، أسأل الله دوام الصحة وحسن الخاتمة وأن يجزي خيراً من يمدّ يديه من القرّاء ويقول آمين. طُبِعَت مقالة «يا بنتي» ستاً وأربعين طبعة علمت بها، ولعلها طُبعت غيرها ولم أعلم بها، فقد أبحتُ لمن يشاء أن يطبعها (على أن يوزعها بالمجّان).
ونحن نُهاجَم اليوم من طريقين: طريق الشبهات، وطريق الشهوات. الأول مرض أشدّ خطراً وأكبر ضرراً، ولكنه بطيء السّرَيان، فليس كل مَن تُلقى إليه شبهة يقبلها، ولكن كل مَن تُثار له -من الشباب- شهوة يستجيب لها؛ فهو مرض سريع الانتشار كثير العدوى، وإن كان يُضني ولا يُفني، ويُؤذي ولا يُميت. والأول كفر وهذا يوصل إلى الفسق.
وقد كتبت بعدها وحاضرت وأذعت وحدّثت كثيراً كثيراً، ولكن بقي لهذه المقالة -بفضل الله- أثرها في نفس قارئها وقارئتها. أسأل الله أن ينفع بها وأن يثيبني ويثيب ولدي وصهري محمد نادر حتاحت (الذي ينشرها اليوم) عليها. ولم أبدّل فيها ولا في أختها (يا ابني) حرفاً. وكيف وقد قُرئت في الشرق والغرب، وطُبِعَت في الشام والأردن ومصر والعراق، وتُرجمت -فيما علمت- إلى أوسع لغتين انتشاراً وأكثر اللغات ناطقين بها: الإنكليزية والأوردية، وصارت ملكاً للقرّاء، فكيف أبدّل فيها؟ ".
وفي آخر المقدمة وضع جدي مكان وزمان كتابتها: "مكة المكرمة، ١ ربيع الأول ١٤٠٦". رحمه الله (مجاهد).

<<  <   >  >>