للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا هو الدواء: الزواج، وهو العلاج الكامل، فإن لم يمكن فالتسامي، وهو مسكّن مؤقت ولكنه مسكّن قوي ينفع ولا يؤذي.

أما ما يقوله المغفلون أو المفسدون من أن دواء هذا الفساد الاجتماعي هو تعويد الجنسين على الاختلاط حتى تنكسر بالاعتياد حدة الشهوة، وفتح «المحلات العمومية» حتى يُقضى بها على البغاء السري، فكلام فارغ. وقد جرّبَت الاختلاطَ أممُ الكفر فما زادها إلا شهوة وفساداً (١)، أما «المحلات العمومية» فإننا إذا أقررناها وجب أن نوسّعها حتى تكفي الشبان جميعاً، وإذن فينبغي أن يكون في القاهرة أكثر من عشرة آلاف بغيّ لأن في القاهرة (من أصل المليونين ونصف المليون من سكانها) (٢) مئتَي ألف شاب على الأقل ... وإذا نحن جَوّزْنا للشباب ارتيادها فاستغنوا بذلك عن الزواج فماذا نصنع بالبنات؟ هل نفتح لهن محلات عمومية فيها «بغايا» من الذكور؟!

* * *

كلام فارغ يا ابني والله، وما تقوله عقولهم ولكن غرائزهم،


(١) وهذي الأمم الإسكندنافية أطلقت لغرائز أبنائها العَنانَ فصنعوا ما شاء لهم هوى نفوسهم، فهل سعدوا؟ أليست بلادهم أكثر البلاد انتحاراً وانهيارَ أعصاب، واستهلاكاً للمخدِّرات والمهدِّئات وكل ما يعين على الهرب من معركة الحياة؟
(٢) كذلك كانوا يوم نُشرت هذه المقالة، وصاروا اليوم (١٩٨٦) أكثر من عشرة ملايين.

<<  <   >  >>