وما يريدون إصلاح الأخلاق ولا تقدم المرأة ولا نشر المدنية ولا الروح الرياضية ولا الحياة الجامعية ... إنما هي ألفاظ يتلمظون بها، ويبتدعون كل يوم جديداً منها يهوّلون به على الناس ويروّجون به لدعوتهم، وما يريدون إلا أن نخرج لهم بناتنا وأخواتنا ليستمتعوا برؤية الظاهر والمخفي من أجسادهن، وينالوا الحلال والحرام من المتعة بهن، ويصاحبوهن منفردات في الأسفار ويراقصوهن متجملات في الحفلات ... وينخدع -مع ذلك- بعض الآباء فيضحّون بأعراض بناتهن ليُقال إنهم من المتمدنين!
وبعد يا ابني، فلا تتردد في الكتابة إليّ إن لم يُرضِك هذا الجواب، ولا تستحْيِ مما تجد من حَرّ هذه الشهوة التي ركّبها الله في النفس؛ إنها علامة القوة والأَيْد والشباب، وعليك بالزواج، ولو أنك طالب لا تزال. فإن لم تستطعه فاعتصم بخوف الله والانغماس في العبادة والدرس والاشتغال بالفن، وعليك بالرياضة فإنها نعم العلاج.
والحديث طويل وهذا ما اتسع له مجال المقال، ومن استزادني زدته رسالة إن شاء، أو مقالة إن شاء الناشرون.