بذل الجهد واستنفاد الطاقة وابتغاء الأسباب المشروعة، على أن تؤمن بأن النجاح والتوفيق بيد الله وحده، فلا تفرحَ بما أوتيت من الخير فرحاً يؤدي بك إلى البطر، ولا تأسى على ما فاتك منه أسى يُسلمك إلى اليأس.
والمال وسيلة إلى العيش لا يُقصَد لذاته، ولكن الشيطان يدخل على الناس من باب الشُّحّ، فيطلبونه لذاته ويجمعونه، ويحبسونه في صناديقهم ويمنعونه من التداول، وكلما زاد ما في أيديهم منه زاد ما في نفوسهم من الطلب له والحرص عليه، حتى ليَضنّ أحدهم بالقرش على الولد الجائع الفقير وهو يملك ألف ألف! فإذا بلغ المرء هذا المبلغ في طاعة الشيطان تمكّن منه فجرَّعه غُصَصَ الفقر وهو ينام على أكياس الذهب، وجعله يبخل على نفسه بالأكلة الطيبة والضِّجْعَة المريحة والمُتَع المباحة، ويعيش حياة المحرومين ليموت من بعدُ موت الموسرين، فلا يزيد على أن جمع هذا المال لوارثه، يستمتع به من بعده ولا يحمده عليه ولا يدعو له دعوة صالحة! وهذا هو الغاية في الخذلان والعياذ بالله.
* * *
ومنها: النساء.
والله ما حرّم شيئاً إلا أحلَّ مكانه شيئاً: حرّم الربا وأحل البيع، وحرّم السرقة وأحل الشراء والاستيهاب، وحرّم لحم الخنزير وأحل اللحوم كلها، وحرّم المُسْكر وأحل الأشربة جميعاً، وحرّم الزنا وأحل الزواج، وجعل مذاق النساء كلهن