للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن في الأسواق كتباً نجسة مدمِّرة، أُلِّفت لتمجيد أناس كانوا في سِيَرهم وفي أخلاقهم شرَّ نموذج يُعرَض على أنظار الناشئين والناشئات، ولا يكون لهم منها إلا دليل يأخذ بأيديهم ليسلِّكهم هذه المسالك؛ منها كتاب جبران خليل جبران لنُعَيْمة (١)، جبران الذي يصفه صديقه -وهو يقرّظه- بأنه حمل نفسه إلى المجد على عاتق امرأة، ثم لم يكفه هذا الصَّغار حتى جعل مكافأتها أن خان عهدها! جبران الذي يمدحه صَفيُّه وخليله نعيمة بأنه كان يحاول أن «يأتي» كل فتاة كانت تأتي إليه معجَبة به! ومنها كتاب بلزاك وكتاب إسكندر دوماس وأشباههم من أدباء الإفرنج، ممن كانوا يعبثون بعرض الفتاة ويفجعونها فيه، ويجعلون منها بَغِيّاً لينظموا قصيدة غزل أو يكتبوا قصة حب، كما أحرق نيرون روما ليؤلف لحنه الموسيقي على لهيب نارها!

وشرٌّ من هذه الكتب كلها كتاب «الرباط المقدس» لتوفيق الحكيم، لأنه دعوة صريحة للعبث بالأمانة الزوجية، وأن تشرك المرأة حبيبَها مع زوجها في جسدها! كتاب لم أجد في كل ما رأيت من كتب دعاة الرذيلة أوقحَ من مؤلفه الفاجر ولا أقل حياء منه.

أوَتدرون كيف قرأت هذا الكتاب؟ كنت في مصر سنة ١٩٤٥، جئتها بعد غيبة عنها امتدت سبع عشرة سنة، وأقام لي المصريون الكرام حفلات كثيرة، قام في واحدة منها الشاب العالم الصالح عبد الرحمن الباني (مفتش الدين في وزارة المعارف


(١) الذي مَرَّ خبره في المقالة السابقة، وبين نشرها ونشر هذه المقالة اثنتا عشرة سنة (مجاهد).

<<  <   >  >>