ونحن الذين ندفع تكاليف هذه الصحف، نحن الذين نشتريها ونقرؤها، ونحن ندفع أثمان هذه الكتب، ونحن الذين يرسلون أبناءهم وبناتهم إلى هذه المدارس والجامعات، ونحن الذين يؤدون الضرائب لهذه الحكومات التي تهجر كتاب ربنا وسنّة نبيّنا وتحكم فينا بقوانين فرنسا وإيطاليا وسويسرا، والتي تبيح فينا الزنا والربا والفجور والعصيان وكلَّ ما يحرّمه علينا دينُنا رغماً عن أنوفنا.
ويا ليتنا ننكر بألسنتنا وأقلامنا إن عجزنا (ولسنا عاجزين) عن أن ننكر بأفعالنا! ويا ليتنا -إذ لم نستطع منع هذه الكتب وهذه المجلات- لم نمدّها بأموالنا! ويا ليتنا -إذ لم نقدر على إصلاح هذه المدارس والمعاهد- لم نبعث إليها بأبنائنا وبناتنا! ويا ليتنا -إذ بعثناهم إليها- ألزمناهم بالصلاة والصيام وتقوى الله، وغض البصر وستر العورات والبعد عن المحرمات، وسلّحناهم لذلك بسلاح من معرفة حقيقة الإسلام والوقوف على أحكامه! ويا ليتنا -?إذ لم نفعل ذلك كلنا- فَعَله علماؤنا على الأقل، فلم يكن أبناؤهم وبناتهم من السابقين الأولين في طريق الاستهتار والفسوق!
أفلا نستحق أن نُصفَع بهذه الكتب كلَّ يوم على وجوهنا؟!
* * *
إن أكثر هؤلاء الأشرار (من أمثال توفيق الحكيم) عُزّاب غير متزوجين، ليس لهم ولد يخافون عليه الفساد ولا بنت يخشون على عفافها الضياع، فهم لذلك يفتحون علينا -في صحفهم