ومجلاتهم وكتبهم- باباً بعد باب للاختلاط والفجور والبغاء المقنَّع، يخترعون كل يوم اسماً جديداً؛ فمن «الحرية الفكرية»، إلى «الحياة الفنية»، إلى «الروح الرياضية»، إلى «النهضة النسائية» ... والمسمّى واحد والغاية واحدة؛ وهي أن يستمتعوا المتعةَ المحرمة ببناتنا، بالنظر إلى محاسنهنّ في الطريق، والاختلاط بهنّ في المعهد، ورؤية المستور من أعضائهنّ في الملعب، وتقصِّي العيون الفاجرة كلَّ موضع من أجسامهن على الشاطئ، وما يتبع النظرة من الابتسام، وما بعد الابتسام من الكلام، ثم الموعد واللقاء، ثم ... ما نعرف وتعرفون!
غاية طبيعية لا بد من بلوغها، ومن أنكر ذلك لم يكن إلا أحمقَ مجنوناً، أو كذاباً ملعوناً يُظهر غير ما يُبطن ويقول غير ما يعتقد. وهل تُدحرج الصخرةَ من فوق الجبل، ليس أمامها شيء، وتنتظر أن تقف على الطريق؟ هل تضع النار والبارود وترقب ألاّ يكون انفجار، بل يكون برد وسلام؟
هذه حقيقة من أظهر الحقائق، من كان لا يبصرها فهو أعمى، ومن أنكرها فهو شيطان. فلِمَ لا نعترف بالحقائق؟ لماذا ننكر بألسنتنا ما تنطق بصحته قلوبُنا وجوارحنا؟ لماذا نكون مثل هؤلاء «التقدميين»، يفعلون كل شيء، ولكن يستحيون من التصريح باسمه؟
وكيف يجوز لهم في شرع هذه المدنية أن يهجموا علينا ولا يجوز لنا أن ندافع عن أنفسنا؟ أتبلغ الوقاحة باللص أن يأتي ليسرق عِرْضَ ابنتي جَهاراً نهاراً، ولا يحق لي أن أحصِّنها منه بالحجاب الشرعي وبالتربية الإسلامية، وأن أدافع عن نفسي