للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التي تغنّي للرجال سافرةً كاشفةَ الشعر والنحر والذراعين؟ (١)

ولا تقولوا: المستعمر! فلقد صنع تلاميذ المستعمرين في كل بلد إسلامي بعد الاستقلال ما لم يصنعه المستعمر أيام الاحتلال. لقد حكَّمْنا برقابنا هؤلاء الذين رباهم المستعمرون على هواهم، وعلموهم في مدارسهم (٢) وأورثوهم مقاصدهم، فقطعوا بنا من طريق الشر في هذه السنين القصار أكثر مما قطع بنا المستعمر في ذلك الدهر الطويل!

كنا نُحكَم أيام المستعمر بـ «المجلة»، وهي القانون المدني الإسلامي، فصرنا نُحكم بقانون السنهوري، أي بالقانون المدني الفرنسي! وكنا نعود في المحكمة إلى الحاشية والفتاوى الهندية


(١) لو رأى الشيخ ما صارت عليه المغنيات اليوم لَعَدّ مغنيات الأمس من الراهبات المتبَتِّلات! وما أثني على زمان كان فيه أولئك، بل أرثي لزمان صار فيه هؤلاء. وإن من رحمة الله بالشيخ أن قبضه إليه قبل أن ينقبض صدره بمرأى تُرّهات اليوم التي تملأ الإذاعات والفضائيات! (مجاهد).
(٢) في الماضي أرسَلْنا «بعضاً» من أولادنا إلى مدارس أعدائنا ليَرضعوا فيها حبهم وحب عقائدهم وقِيَمهم وأفكارهم، بعضَ أولادنا فقط. ثم دار الزمان دورته، فصرنا اليوم ولا يكفينا أن نجعل من بعض أولادنا عدواً لنا، بل لا يطمئن بالنا حتى نَهَب أعداءنا كلَّ أولادنا، فقلنا لهم: لماذا نرسل منهم القُلَّ إلى بلادكم ولا نسلمكم الكُلَّ في بلادنا؟ وكذلك كان: دعوناهم فجاؤوا بالمناهج والأفكار والمدرّسين والأعوان، واستعاروا منا الأرض والجدران والبنيان، وقلنا لهم: دونكم أولادَنا فشوِّهوا ولوِّثوا منهم الأفئدة والأذهان! يا حسرتا على مُصابنا في أولادنا في هذا الزمان! (مجاهد).

<<  <   >  >>