للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في شعره من ذكر الشوق. قلت: فلِمَ لُقِّبَ إبراهيم بالحافظ؟ قال: لكثرة حفظه الحديث.

قال الجاحظ: وأبو عمر هو زوج أم عمرو التي قال فيها الشاعر:

إذا ذهب الحمارُ بأمّ عَمْروٍ ... فلا رجَعَتْ ولا رجعَ الحمارُ

وسبب هجائه إياها أنها منعت عنه الكأس، حيث يقول:

صَبَنْتِ (١) الكأسَ عنّا أمَّ عَمروٍ ... وكان الكأسُ مجراها اليمينا


= تكتمل المتعة بقراءته إلا لذي علم بالأدب واللغة والتاريخ والأعلام، وقد افترض جدي أول الأمر -لمّا نشره في عدد مجلة «المسلمون» الصادر في نيسان ١٩٥٥ (رمضان ١٣٧٤) - أن كل قارئ له سيدرك كل إشارة فيه، فلم يعلق عليه بشيء من الحواشي غير اثنتين، ثم أضاف إليه خمسَ حواش أُخَر لما نشر المقالة في الكتاب في طبعته الأولى، وما زال يزيد فيها -طبعةً بعد طبعة- حتى صارت أربعين. ذلك أن الزمان تبدل، وذهب ناس وجاء ناس، وكثير ممّا كان يُعرف بَداهةً صار غامضاً يحتاج إلى بيان؛ فتابعته -رحمه الله- على خطّته وأضفت بعض الحواشي التي رأيت لها ضرورة، فما وجدته معروفاً (أو ينبغي أنه كذلك) تركته إذ لم أجد بي حاجة إلى تعريف المعرَّف، وما غلب على ظني الجهل به عرّفت به على قَدْر الحاجة وعلى الغاية من الاختصار (مجاهد).
(١) رُوي البيت في «الأغاني» بلفظ صددت، وكذلك هو في «خزانة الأدب»، وفي «الجمهرة» بلفظ صرفت، والصَّبْن والصرف واحد، والبيتان لعمرو بن كلثوم من معلقته (مجاهد).

<<  <   >  >>