يناجونها في خلواتهم ويسامرونها في لياليهم ويحلمون بها في يقظاتهم، وجّهوا إليها زوارق حياتهم وكل همهم أن يصلوا إليها، فجاءت موجة فضربت الزورق فحولت طريقه؟
أما أنا فقد رَثَّ زورقي وبلي من طول ما توجه يميناً وتوجه شمالاً، فمَرَّ بي على كل بلد فرأيته، وأطال بي الرحلة فذقت الحلو والمر، وعرفت المتع واللذاذات، والمتاعب والآلام؛ عرفت لذة المال، ومتعة الشهرة، وحلاوة المنصب، وإعجاب الجماهير ... ولو عدت تلميذاً الآن وسُئلت هذا السؤال لقلت إنه لم يبقَ لي من الآمال إلا أمل واحد، هو أن يرزقني الله حسن الخاتمة، وأن يخلفني في أهلي وبناتي، وأن يريني قبل موتي بياض يوم النصر للإسلام وأهله بعد هذا الليل الذي امتد سواده وعَمّ، اللهمّ آمين.