لا تحقروا العاطفة ولا تزدروا القلوب، فإن القلب منزل أقدس شيئين في الوجود: الإيمان والحب، وحسب العقل جموداً وعجزاً أنه لا يستطيع أن يفهم الحب ولا يدرك الإيمان. وحسب العاطفة كرماً ونبلاً أنّ من ضروبها حب الوطن والوفاء والإحسان والرحمة، وذلك ما يميز الإنسان من سائر الحيوان.
ونحن اليوم في حاجة إلى الإيمان بالعاطفة الخيّرة، فلنجعل الحب العفيف وسيلة إليها (١)، ولنتخذ منه سلاحاً نحارب به الفسوق والدعارة والغلظة الوحشية، ولنستكمل به إنسانيتنا، فمن لم يعرف الحب لم يكن له قلب.
* * *
(١) هذا كلامي سنة ١٩٤٠ وأنا في ذروة الشباب، وقد علمت الآن أن الحب الشريف كالليل المشمس، شيء كالمستحيل.