للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لنا دُعاةً لعدونا جنداً لاستعمارنا. لا أعني استعمار البلاد فهو هيّن ليّن، ثم إننا قد شُفينا منه بحمد الله أو كدنا، وإنما أعني استعمار الرؤوس بالعلم الزائف، والقلوب بالفن الداعر، والألسنة باللغة الأخرى، وما يتبع ذلك من الأرتستات والسينمات وتلك الطامّات، من المخدّرات والخمور وهاتيك الشرور.

فانتبه لنفسك واستعن بالله، فإنك ستقدم على قوم لا يبالي أكثرهم العفاف ولا يحفل العرض (١). سترى النساء في الطرقات والسوح (٢) والمعابر يعرضن أنفسهن عرض السلعة، قد أذلتهن مدنيّة الغرب وأفسدتهن وهبطت بهن إلى الحضيض، فلا يأكلن خبزهن إلا مغموساً بدم الشرف، وأنت لا تعرف من النساء إلا أهلك مخدَّرات معصومات كالدّر المكنون، شأنَ نساء الشرق المسلم، حيث المرأة عزيزة مكرمة محجوبة مخدَّرة، ملكة في بيتها، ليست من تلك الحِطّة والمذلة في شيء، فإياك أن تفتنك امرأة منهن عن عفتك ودينك، أو يذهب بلبك جمالٌ لها مزوّرٌ أو ظاهرٌ خدّاع؛ هي والله الحَيّة: ملمس ناعم وجلد لامع ونقش بارع، ولكن في أنيابها السمّ، وإياك والسمّ!

إن الله قد وضع في الإنسان هذه الشهوة وهذا الميل، وجعل له من نفسه عدوّاً (لحكمة أرادها)، ولكنه أعطاه حصناً حصيناً يعتصم به وسلاحاً متيناً يدرأ به عن نفسه، فتحصّنْ بحصن


(١) والعجيب أنه ليس في لغاتهم كلمة بمعنى العرض، لأن ذلك شيء لا يعرفونه.
(٢) جمع ساحة (مجاهد).

<<  <   >  >>