كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب

سورة النور - ج: 2 - ص: 541

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

---

= قلنا: وهذا إسناد ضعيف؛ الحضرمي ذا مجهول؛ لم يرو عنه إلا سليمان التيمي، ووهم من خلطه بالحضرمي بن لاحق، وفي "التقريب" (١/ ١٨٥): "حضرمي بن لاحق التيمي اليمامي القاص، لا بأس به، وفرق ابن المديني بين الحضرمي شيخ سليمان التيمي وبين ابن "لاحق". ا هـ.
ونص كلام ابن المديني: "حضرمي؛ شيخ بالبصرة روى عنه التيمي مجهول، وكان قاصاً وليس هو بالحضرمي بن لاحق"، وكذا فرّق بينهما الإمام أحمد؛ ففي "الجرح والتعديل" (٣/ رقم ١٣٤٧): "قال عبد الله: سألت أبي عن الذي حدث عنه سليمان التيمي، قال: كان قاصاً، فزعم معتمر؛ قال: قد رأيته، قال أحمد: لا أعلم يروي عنه غير سليمان التيمي".
وكذا فرّق بينهما ابن حبان في "الثقات" (٦/ ٢٤٩)؛ فقال عن راوي هذا الحديث وهو الذي يروي عنه سليمان التيمي: "لا أدري من هو ولا ابن من هو".
وقال الذهبي في "الميزان" (١/ ٥٥٥ رقم ٢١٠٧): "الحضرمي روى عنه سليمان التيمي؛ لا يعرف، وكان يقص بالبصرة … وذكر حديثنا هذا".
قال الحاكم: "هذا صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي! وهذا عجبا منه، وتقدم قوله آنفاً.
وضعفه الشيخ أحمد شاكر ﵀ في "شرح المسند" (رقم ٦٤٨٠) في بحث له؛ فانظره غير مأمور؛ فإنه نفيس.
وصححه شيخنا ﵀ في "إرواء الغليل" (٦/ ٢٩٧).
وهو وهم منهم جميعاً -عدا الشيخ شاكر- والصواب ما ذكرنا.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ١٢٨) وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه وأبي داود في "ناسخه".
وتصحف في المطبوع من (عبد الله بن عمرو) إلى (بن عمر) بدون واو، وهو خطأ؛ فليصحح، وهو على الصواب في "لباب النقول" (ص ١٥٢).
قلنا: والحديث له طريق أخرى أحسن من هذه:
أخرجها أبو داود (رقم ٢٠٥١)، وعبد بن حميد؛ كما في "الدر المنثور" (٦/ ١٢٨) - وعنه الترمذي (رقم ٣١٧٧) -، والنسائي في "المجتبى" (٦/ ٦٦ - ٦٧)، و"الكبرى" (٣/ ٢٦٩ - ٢٧٠ رقم ٥٣٣٨)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (١١/ ٤٧٧ رقم ٤٥٥٢)، والحاكم (٢/ ١٦٦)، والبيهقي في "الكبرى" =