قلنا: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: الإرسال. الثانية: مصعب بن ثابت؛ ضعيف. وأخرجه ابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (١/ ٤٥٤) من طريق علي بن زيد الكوفي: أنبأ ابن أبي كريمة عن محمد بن يزيد عن أبي سلمة قال: أقبل عليّ أبو هريرة يوماً، فقال: أتدري يا ابن أخي! فيم نزلت هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا﴾؟ قلت: لا، قال: أما إنه لم يكن في زمان النبي ﷺ غزو يرابطون فيه، ولكنها نزلت في قوم يعمرون المساجد، ويصلون الصلاة في مواقيتها، ثم يذكرون الله فيها؛ فعليهم أنزلت: ﴿اصْبِرُوا﴾؛ أي: على الصلوات الخمس، ﴿وَصَابِرُوا﴾ أنفسكم وهواكم، ﴿وَرَابِطُواْ﴾ في مساجدكم، ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾ فيما عليكم، ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾. قلنا: إسناده ضعيف جداً؛ لأن ابن أبي كريمة وهو محمد؛ قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (٤/ ٢٢): "لا يكاد يعرف"، والراوي عنه وشيخه لم نجد لهما ترجمة. (*) أخرجه الحاكم عن أبي سلمة عن أبي هريرة موصولاً؛ فلعله وهم أو مقحم في النسخة، والله أعلم.