قال الحافظ في "العجاب" (١/ ٢٢٩ - ٢٣٢): "ونقله شيخ شيوخنا أبو حيان عن الضحاك، ثم قال: "وقيل: نزلت في أهل القليب؛ قليب بدر، منهم: أبو جهل، وشيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، والوليد بن المغيرة". كذا حكاه أبو حيان ولم ينسبه لقائل، وأقره، وفيه خطأ؛ لأن الوليد بن المغيرة مات بمكة قبل الهجرة، وعقبة بن أبي معيط إنما قتل بعد رحيل المسلمين من بدر راجعين إلى المدينة؛ قتل بأمر النبي ﷺ بالصفراء، باتفاق أهل العلم بالمغازي. وقال أبو العالية: نزلت في قادة الأحزاب، وهم الذين قال الله -تعالى- فيهم: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (٢٨)﴾ [إبراهيم: ٢٨]. وقال غيره: أنزلت في مشركي العرب من قريش وغيرهم. ويوافق قول الكلبي ما أورده ابن إسحاق عن ابن عباس، قال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ بما أنزل إليك، وإن قالوا: إنا قد آمنا بما جاءنا من قبلك ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ﴾؛ لأنهم كفروا بما جاءك، وبما عندهم من ذكرك، مما جاءهم به غيرك فكيف يسمعون منك إنذاراً وتحذيراً وقد كفروا بما عندهم من علمك؟ وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: كان رسول الله ﷺ يحرص أن يؤمن =