قلنا: وبما أن الحديث في مسلم؛ فمن عادتنا عدم التوسع في التخريج؛ إلا أن الأمر هنا مختلف، فبعض الرواة جعل سبب نزول الآية: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا. . . إلخ﴾ التي في سورة لقمان آية ١٤؛ كما عند أحمد ومسلم وغيرهما، وبعضهم جعلها التي في سورة العنكبوت؛ كما عند الترمذي -وقال: "حسن صحيح"- والبزار وغيرهما. وكلتا الروايتين صحيحتين، ويحتمل أن كلاهما نزلت فيه، أو أن بعض الرواة وَهِمَ في ذكر الآية بأكملها، أو قال أولها -يعني: اختصرها-، خاصة أن كلتا الآيتان فيهما تشابه بالكلمات -والله أعلم-. (١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (٢٠/ ٨٥): ثنا بشر بن معاذ العقدي: ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد عن قتادة به. قلنا: وهذا مرسل صحيح الإسناد. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ٤٥٢) وزاد نسبته لعبد بن حميد.