للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابن عمر! ما لك لا تأكل؟ قال: قلت: يا رسول الله! لا أشتهيه، قال: "لكني أشتهيه، وهذه صبح رابعة لم أذق طعاماً ولم أجده، ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر، فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم يخبؤون رزق سنتهم ويضعف اليقين؟ فوالله ما برحنا ولا رمنا حتى نزلت: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦٠)﴾، فقال رسول الله : "إن الله ﷿ لم يأمرني بكنز الدنيا ولا اتباع الشهوات، فمن كنز دنيا يريد بها حياة باقية؛ فإن الحياة بيد الله، ألا وإني لا أكنز ديناراً ولا درهماً، ولا أخبأ رزقاً لغد" (١). [ضعيف جداً]


(١) أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (٢/ ٣٩، ٤٠ رقم ٨١٤ - منتخب)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (٣/ ٤٣٠)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص ٢٣١)، و"الوسيط" (٣/ ٤٢٥)، والبغوي في "معالم التنزيل" (٦/ ٢٥٣) من طريق الجراح بن منهال الجزري عن الزهري عن رجل (وفي رواية البغوي: عن عطاء بن أبي رباح) عن ابن عمر به.
قلنا: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ فيه الجراح بن منهال الجزري؛ متروك الحديث، بل كذبه ابن حبان وابن عبد البر.
انظر: "تعجيل المنفعة" (١/ ٣٨١، ٣٨٢ رقم ١٢٩).
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ٤٧٥) وزاد نسبته لابن مردويه والبيهقي وابن عساكر، وقال: "بسند ضعيف".
وكذا قال في "لباب النقول" (ص ١٦٧).
وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره": "هذا حديث غريب؛ أبو العطوف الجزري ضعيف". اهـ.
قال القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (١٣/ ٣٦٠): "وهذا ضعيف، يضعفه أنه كان يدخر لأهله قوت سنتهم، وكانت الصحابة يفعلون ذلك، وهم القدوة وأهل اليقين والأئمة لمن بعدهم من المتقين المتوكلين".
وقال الشوكاني في "فتح القدير" (٤/ ٢١٣): "وهذا الحديث فيه نكارة شديد؛ =

<<  <  ج: ص:  >  >>