قلنا: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ فيه علتان: الأولى: علي بن يزيد؛ متروك الحديث. الثانية: عبيد الله بن زحر؛ ضعيف. قال الترمذي في "الموضع الأول": "حديث أبي أمامة إنما نعرفه مثل هذا من هذا الوجه، وقد تكلم بعض أهل العلم في علي بن يزيد وضعفه، وهو شامي". وقال في "الموضع الثاني": "هذا حديث غريب، إنما يُروى من حديث القاسم عن أبي أمامة، والقاسم ثقة، وعلي بن يزيد يضعف في الحديث، وقال: سمعت محمداً؛ يعني: البخاري، يقول: القاسم ثقة، وعلي بن يزيد يضعف". ونقل البيهقي في "سننه" عن الترمذي أنه قال: "سألت البخاري عن إسناد هذا الحديث؟ فقال: علي بن يزيد ذاهب الحديث، ووثق عبيد الله بن زحر، والقاسم بن عبد الرحمن". وضعفه ابن حزم في "المحلى" (٩/ ٥٨) بابن زحر وعلي بن يزيد والقاسم وبغيرهم، وفي كلامه مجازفات لا تخفى على أهل العلم بالحديث. وأعله أيضاً بهم ابن طاهر في "مسألة السماع" (ص ٧٩ - ٨١). وقال ابن الجوزي في "العلل" (٢/ ٧٨٥): "هذه الأحاديث ليس فيها شيء يصح"، وأعله بعلي بن يزيد والقاسم وعبيد الله. وقال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (٣/ ٤٥١): "علي وشيخه والراوي عنه كلهم ضعفاء". وضعفه عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" (٣/ ٢٤٩، ٢٥٠) بعلي بن يزيد. وقال ابن قيم الجوزية في "إغاثة اللهفان" (١/ ٢٥٨): "هذا الحديث وإن كان مداره على عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم؛ فعبيد الله بن زحر ثقة، والقاسم ثقة، وعلي ضعيف؛ إلا أن للحديث شواهد ومتابعات". =