وأخرجه البزار (رقم ١٨٠٩ - "كشف")، والحاكم (٣/ ٢٣١) -وعنه البيهقي (٣/ ٤٥٠، ٤٥١) - من طريق موسى بن أبي المختار عن بلال العبسي عن حذيفة؛ قال: إن الناس تفرقوا عن رسول الله ﷺ ليلة الأحزاب، فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً، فأتاني رسول الله ﷺ وأنا جاثي من البرد، وقال: "يا ابن اليمان! قُمْ فانطلق إلى عسكر الأحزاب فانظر إلى حالهم"، قلت: يا رسول الله! والذي بعثك بالحق ما قمت إليك إلا حياء منك من البرد، قال: "فابرز الحرة وبرد الصبح، انطلق يا ابن اليمان، ولا بأس عليك من حر ولا برد حتى ترجع إليَّ"، قال: فانطلقت إلى عسكرهم فوجدت أبا سفيان يوقد النار في عصبة حوله قد تفرق الأحزاب عنه، قال: حتى إذا جلست فيهم؛ قال: فحسب أبو سفيان أنه دخل فيهم من غيرهم، قال: ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه، قال: فضربت بيدي على الذي عن يميني وأخذت بيده، ثم ضربت بيدي على الذي عن يساري فأخذت بيده، فلبثت فيهم هنية ثم قمت فأتيت رسول الله ﷺ وهو قائم يصلي، فأومأ إليَّ بيده أنِ ادْن فدنوت، ثم أومأ إلي أيضاً أنِ ادْن فدنوت؛ حتى أسبل عليَّ من الثوب الذي كان عليه وهو يصلي، فلما فرغ من صلاته؛ قال: "ابن اليمان! اقعد، ما الخبر؟ "، قلت: يا رسول الله! تفرق الناس عن أبي سفيان فلم يبق إلا عصبة توقد النار، قد صب الله عليه من البرد مثل الذي صب علينا، ولكنا نرجو من الله ما لا يرجو. قلنا: وهذا سند حسن لغيره -إن شاء الله- موسى بن أبي المختار؛ مستور؛ روى عنه اثنان ووثقه ابن حبان فقط، وباقي رجاله ثقات. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٦/ ١٣٦): "رواه البزار، ورجاله ثقات". قلنا: وأصله في "صحيح مسلم" (٣/ ١٤١٤، ١٤١٥/ ٩٩) من طريق إبراهيم التيمي عن أبيه عن حذيفة بنحوه. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ٥٧١) وزاد نسبته لابن مردويه وابن عساكر وأبو نعيم في "الدلائل". قلنا: الذي رأيناه عند أبي نعيم في "الدلائل" (ص ٤٣٣، ٤٣٤) هو نفس طريق =