قلنا: وهذا سند صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (رقم ٣٤٩٧، ٤٨١٨)، والترمذي (رقم ٣٢٥١) وغيرهما وليس فيه التصريح بسبب النزول. وقد عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٣٤٥) -أيضاً- لمسلم، وما نراه إلا وهماً؛ فقد ذكر الحديث المزي في "تحفة الأشراف" (رقم ٥٧٣١) ولم يعزه لمسلم -والله أعلم-. وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"؛ كما في "المطالب العالية" (٩/ ٢٩ رقم ٤٩٠١ - المسندة)، و"إتحاف الخيرة المهرة" (٨/ ١٥٣ رقم ٧٨١٢)، والحاكم (٣/ ٢٣٥ رقم ٣٧١٢ - ط دار المعرفة) عن هشيم ثنا داود أبي هند عن الشعبي؛ قال: أكثر الناس علينا في هذه الآية: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾؛ فكتبت إلى ابن عباس، فكتب ابن عباس ﵄: أن رسول الله ﷺ كان واسط النسب في قريش، ولم يكن بطناً من بطونهم إلا وقد ولدوه؛ فأنزل الله ﷿: ﴿لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ﴾ ما أدعوكم إليه إلا أن تودوني لقرابتي منكم وتحفظوني لها. قلنا: وسنده صحيح. وقال الحافظ ابن حجر: "صحيح". ثم أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (٨/ ١٥٤ رقم ٧٨١٣ - المسندة)، والحاكم (رقم ٣٧١٢) عن هشيم أنبأ حصين عن عكرمة بنحوه. قلنا: وهذا سند صحيح -أيضاً-. قال البوصيري عقبه: "هذا إسناد رواته ثقات".