قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وقال الحاكم: "قد اتفق الشيخان على حديث شعبة عن قتادة عن أنس: انشق القمر على عهد رسول الله ﷺ، ولم يخرجاه بسياقة حديث معمر، وهو صحيح على شرطهما". قلنا: وهو كما قال، وقد توسع أخونا الفاضل مساعد الراشد -حفظه الله- في تخريج رواياته في تعليقه على "دلائل النبوة" للأصبهاني؛ فانظرها غير مأمور. وأخرج أبو داود الطيالسي في "مسنده" (٢/ ١٢٣ رقم ٢٤٤٧ - منحة)، والطبري في "جامع البيان" (٢٧/ ٥٠، ٥١)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص ٢٦٨)، وأبو نعيم في "الدلائل النبوة" (ص ٢٣٥، ٢٣٦)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (٢/ ٢٦٦) من طريق أبي عوانة عن المغيرة عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود؛ قال: انشق القمر على عهد النبي ﷺ، فقالت قريش: هذا سحر ابن أبي كبشة، فقالوا: انتظروا ما يأتيكم به السفار؛ فإن محمداً لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم، فجاء السفار فسألوهم؛ فقالوا: نعم قد رأيناه؛ فأنزل الله -تعالى-: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢)﴾. قلنا: وسنده صحيح. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٦٧٠) وزاد نسبته لابن المنذر وابن مردويه. وأخرج عبد الرزاق في "تفسيره" (٢/ ٢٥٧) -ومن طريقه الحاكم في "المستدرك" (٢/ ٤٧١)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (٢/ ٢٦٥) - عن ابن عيينة ومحمد بن مسلم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الله بن مسعود؛ قال: رأيت القمر منشقاً شقتين مرتين بمكة قبل مخرج النبي ﷺ: شقة على أبي قبيس، وشقة على السويداء، فقالوا: سحر القمر؛ فنزلت: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١)﴾ يقول: كما رأيتم القمر منشقاً؛ فإن الذي أخبرتكم عن اقتراب الساعة حق. =