للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾ من القول والعمل، وكان حديث النفس مما لا يملكه أحد ولا يقدر عليه أحد (١). [صحيح]

• عن مجاهد بن جبر؛ أنه جاء، فقال: يا ابن عباس! كنت عند ابن عمر؛ فقرأ هذه الآية؛ فبكى، فقال: أية آية؟، قلت: ﴿وَإِنْ تُبْدُوا مَا في أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله﴾؛ فقال ابن عباس: إن هذه الآية حين أنزلت: غمت أصحاب رسول الله غماً شديداً، وغاظتهم غيظاً شديداً؛ وقالوا: يا رسول الله! هلكنا إن كنا نؤاخذ بما تكلمنا وبما نعمل؛ فأما في قلوبنا؛ فليست بأيدينا، فقال لهم رسول الله: "قولوا: سمعنا وأطعنا"، قال: فنسختها هذه الآية: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (٢٨٥)﴾؛ فتجوز لهم عن حديث النفس، وأخذوا بالأعمال (٢). [حسن]


(١) رواه الشافعي في "مسنده" (رقم ٤٢٢ - رواية المزني) -وعنه الطحاوي في "المشكل" (٤/ ٣١١ رقم ١٦٢٦) -، وأبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" (رقم ٥٠٨)، والطبري في "جامع البيان"، (٣/ ١٩٥)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٢/ ٥٧٨، ٥٧٩ رقم ٣٠٨٧، ٣٠٩٠)، والطبراني في "الكبير" (١٠/ ٣١٦١ رقم ١٠٧٦٩، ١٠٧٧٠)، والطحاوي في "المشكل" (٤/ ٣١٢ رقم ١٦٢٧)، والبيهقي في "الشعب" (١/ ٢٩٧ رقم ٣٢٩) كلهم من طريق الزهري عن سعيد بن مرجانة: ذكر لابن عباس به.
وزاد السيوطي في "الدر المنثور" (٢/ ١٢٨) نسبته لعبد بن حميد وأبي داود في "ناسخه".
قال الحافظ في "فتح الباري" (٨/ ٢٠٦): "وأخرج الطبري بإسناد صحيح عن الزهري؛ أنه سمع سعيد بن مرجانة يقول: كنت عند ابن عمر. . . به".
قلنا: وهو كما قال .
ورواه الطبري في "جامع البيان" (٣/ ٩٦) عن الزهري مرسلاً ضعيفاً.
(٢) أخرجه أحمد في "مسنده" (١/ ٣٣٢) -ومن طريقه ابن الجوزي في "نواسخ =

<<  <  ج: ص:  >  >>