قلنا: وسنده ضعيف، قيس بن الربيع؛ صدوق، تغيّر لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه؛ فحدث به؛ كما في "التقريب". وأخرجه ابن أبي شيبة (١٠/ ٤٧٣ رقم ١٠٠٢٩)، وابن أبي حاتم (١/ ٢٨٧ رقم ٩٥٣ - البقرة)، والحاكم (٢/ ٢٦٣) من طريق الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ﴾؛ قال: هو كقول الفارسي: زه هزار سال، يقول: عشرة آلاف سنة. قال الحاكم: "وقد اتفق الشيخان على سند تفسير الصحابي، وهذا إسناد صحيح على شرطهما، ولم يخرجاه"، وافقه الذهبي. قلنا: وهو كما قالا. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (٢/ ٥٧٣/ ٢٠١)، وإسحاق بن راهويه في "تفسيره"؛ كما في "العجاب" (١/ ٢٨٩) -ومن طريقه الحاكم (٢/ ٢٦٣)، وابن المنذر؛ كما في "العجاب" (١/ ٢٨٩) -، وابن جرير في "جامع البيان" (١/ ٣٤٠) جميعهم من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن سعيد عن عبد الله بن عباس به. وهذا الحديث لم يسمعه الأعمش من سعيد بل بواسطة عنه، وتقدم ذكرهما. والصواب: رواية الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد به. وأخرجه ابن جرير (١/ ٣٤٠) من طريق أبي حمزة السكري عن الأعمش عن مجاهد عن عبد الله بن عباس به. قلنا: وسنده ضعيف؛ فيه الأعمش مدلس؛ وأحاديثه عن مجاهد بصيغة العنعنة إنما هي عن ليث بن أبي سليم وأبي يحيى القتات عن مجاهد وهما ضعيفان. قال يعقوب بن شيبة في "مسنده": "ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة. قلت لعلي بن المديني: كم سمع الأعمش من مجاهد؟. قال: لا يثبت منها إلا ما قال: سمعت، هي نحو من عشرة، إنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات". وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه في أحاديث الأعمش عن مجاهد: "قال أبو بكر بن عياش عنه: حدثنيه ليث عن مجاهد". كذا في "تهذيب التهذيب" (٤/ ٢٢٥).