قلنا: وهذا سند صحيح رجاله ثقات؛ عدا حرب وهو لا بأس به مالم يخالف؛ قال أحمد: "ليس به بأس"، وكذا قال الطيالسي وأبو داود والبزار وابن عدي، ووثقه ابن معين وابن شاهين والهيثمي، وقال الدارقطني: "صالح"، وتكلم فيه البخاري وأبو حاتم وابن حبان. قال البزار عقبه: "لا نعلمه يروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن أيوب إلا حرب، وهو بصري لا بأس به". وقال ابن عدي: "وهذا لا يرويه عن أيوب بهذا الإسناد غير حرب بن سريج". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ٥): "رواه أبو يعلى؛ ورجاله رجال الصحيح؛ غير حرب بن سريج وهو ثقة". وقال -أيضاً- (١٠/ ٢١١): "رواه البزار وإسناده جيد". وقلنا: هو كما قال. وقال السيوطي في "الدر المنثور" (٢/ ٥٥٧) -بعد ما عزاه لمن ذكرناهم، وزاد نسبته لابن المنذر-: "بسند صحيح". وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٩٧٠ رقم ٥٤٢١) من طريق صالح المري عن أيوب عن نافع عن ابن عمر؛ قال: كنا لا نشك فيمن أوجب الله له النار في كتاب الله؛ حتى نزلت علينا هذه الآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾، فلما سمعناها، كففنا عن الشهادة وأرجينا الأمور إلى الله. قلنا: وصالح هو ابن بشير المري؛ متروك.