وأما الثاني؛ فعن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق عن أبيه نا الحسين بن واقد عن محمد بن زياد سمعت أبا هريرة (فذكره) بنحوه مختصراً. ثم أخرجه الطبري: ثنا ابن حميد ثنا علي بن واضح عن الحسين بن واقد به. وأخرجه ابن مردويه من طريق الحسين بن واقد؛ كما في "تخريج أحاديث الكشاف" (١/ ٤٢٤). قلنا: وسنده صحيح، وأصله في "صحيح مسلم" (٢/ ٩٧٥ رقم ١٣٣٧) دون التصريح بسبب النزول. وأخرجه الطبري في "جامع البيان" (٧/ ٥٣)، والدارقطني في "سننه" (٢/ ٢٨٢) من طريق عبد الرحيم بن سليمان ومحمد بن فضيل كلاهما عن إبراهيم بن مسلم الهجري عن أبي عياض عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله ﷺ: "إن الله كتب عليكم الحج" فقال رجل: أفي كل عام يا رسول الله؟ فأعرض عنه حتى عاد مرتين أو ثلاثاً، فقال "من السائل؟ "، فقال فلان، فقال: "والذي نفسي بيده، لو قلت: نعم؛ لوجبت، ولو وجبت عليكم؛ ما أطقتموه، ولو تركتموه؛ لكفرتم"؛ فأنزل الله هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (١٠١)﴾ حتى ختم الآية. قلنا: وفي سنده إبراهيم الهجري؛ لين الحديث يرفع الموقوفات. وقال الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (٢/ ١٠٩): "وإبراهيم بن مسلم الهجري ضعيف". وما قبله أصح منه. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ٢٠٦) وزاد نسبته لأبي الشيخ وابن مردويه. وفاته أنه في الدارقطني؛ فليستدرك عليه.