للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رسول الله بناس كثير يزيدون عن عشرة آلاف لا يجمعهم ديوان حافظ).

قال كعب: فَقَلَّ رجل يريد أن يتغيب [إلا] يظن أن ذلك سيخفى له ما لم ينزل فيه وحي من الله ﷿، وغزا رسول الله تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال، فأنا إليها أصعر، فتجهز رسول الله والمسلمون معه، وطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ولم أقض شيئًا، وأقول في نفسي: أنا قادر على ذلك إذا أردت، فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى استمر بالناس الجد، فأصبح رسول الله غاديًا والمسلمون معه، ولم أقض من جهازي شيئًا، [فقلت: أتجهز بعده بيوم أو يومين ثم ألحقهم]، ثم غدوت [بعد أن فصلوا لأتجهز]؛ فرجعت ولم أقض شيئًا، فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا، وتفارط الغزو، فهممت أن أرتحل فأدركهم؛ فيا ليتني فعلت، ثم لم يقدر ذلك لي، فطفقت (وفي رواية: فكنت) إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله [فطفت فيهم] يحزنني أني لا أرى لي أسوة إلا رجلًا مغموصًا عليه في النفاق، أو رجلًا ممن عذر الله من الضعفاء، ولم يذكرني رسول الله حتى بلغ تبوكًا، فقال وهو جالس في القوم بتبوك: "ما فعل كعب بن مالك؟ "، قال رجل من بني سَلِمَةَ: يا رسول الله! حبسه برداه، والنظر في عطفيه. فقال له معاذ بن جبل: بئس ما قلت، والله يا رسول الله! ما علمنا عليه إلا خيرًا. فسكت رسول الله ، [فبينما هو على ذلك رأى رجلًا مُبَيِّضًا يزول به السراب، فقال رسول الله : "كن أبا خيثمة"؛ فإذا هو أبو خيثمة الأنصاري، وهو الذي تصدق بصاع التمر حين لمزه المنافقون].

فقال كعب بن مالك: فلما بلغني أن رسول الله توجه قافلًا من تبوك حضرني بثي (وفي رواية: همي) فطفقت أتذكر الكذب، وأقول: بم أخرج من سخطه غدًا؟ وأستعين على ذلك [بـ] كل ذي رأي من أهلي،

<<  <  ج: ص:  >  >>