وما كان الفقهاء يعيبون على المجاهدين عدم معرفتهم بتفاصيل الفقه، وأغوار العلم، وما كان أحد منهم يعيب -فضلًا عن أن يَتَّهِمَ- الذين يهتمون بالعقيدة، والسنن، ويقمعون البدع، وما كانوا يقولون لهم: نحن نجاهد، ونفتح البلدان، ونحارب الطغاة، وأنتم مشغولون في:((أين الله؟ .. ويد الله .. ووجه الله)).
ولكنهم جميعًا كانوا يعيبون على من لا يعرف التوحيد تفصيلًا، ويشنعون على من لا يسمع ويطيع الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - دائمًا.
وكانوا جميعا -رحمهم الله تعالى- حربًا على أصحاب البدع، والانحراف، والأهواء، وعلى من يُحْدِثُ في هذا الدين برأيه، وهواه، ومصلحته، وفكره، ما لم ينزل الله به سلطانًا.
شعارهم في هذا:
ديننا دين اختصاص وتعاون .. لا دين حقد وتنازع.
أما نحن ... فيا حسرة علينا .. فهذا يقول لصاحبه: اترك هذا الشيخ؛ فهو فقيه، وليس بمحدث!
وذاك يقول: دع عنك هذا العالم؛ فهو محدث، وليس بفقيه!
وثالث يقول لصاحبه: دع عنك هذا التعاون مع ذاك الداعية؛ فهو ليس إلا داعية! ولو كانت دعوته صحيحة.
وآخر يقول: اهجر هذا الفقيه؛ فقد أخطأ في مسألة كذا.