وهكذا ... يتعلق الناس بالرجال، ويُفْقَدُ التعاون، وتنشأ الخلافات، وتَمَزَّقُ الطائفة المنصورة، فيكون الضياع، والملل، واليأس، والفشل ..
ولو أنهم أدركوا ما كان عليه أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمَا كان ما كان، فما من أحد -بعد الأنبياء- جمع العلم كله، ولا يمكن له ذلك، وما من أحد -بعد الأنبياء- إلا له وعليه؛ ولذلك أمر الله باتباع ما أنزل إلينا، وَحَثَّ على معرفة الدليل، والبرهان، مِنْ أَيِّ مَصْدَرٍ نُقِلَ، وعلى أي لسان جرى، وَمَنَعَ أَنْ يَكُونَ الرِّجَالُ حُجَّةً فِي دِينِهِ، وَأَنْ يَكُونَ الْهَوَى دَلِيلًا فِي شَرْعِهِ.
إن هذا الذي يجري بين الشباب يحتاج إلى إعادة نظر من العقلاء؛ لتصحيحه، وتقويمه .. ولا يتم هذا إلا بالتجرد لله - عز وجل -، وتربية الناس على التأصيل، واتباع الحق، لا على العاطفة، وَحُبِّ الرجال.