للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال:

((والقاعدة النظرية التي يقوم عليها الإسلام على مدار التاريخ البشري هي قاعدة (شهادة أن لا إله إلا الله)، أي: إفراد الله سبحانه بالألوهية والربوبية [ووصفه بأسمائه وصفاته التي وصف بها نفسه، ووصفه بها رسوله - صلى الله عليه وسلم -، إثباتًا وتنزيهًا] (١) والقوامة، والسلطان، والحاكمية، إفراده بها اعتقادًا في الضمير، وعبادة في الشعائر، وشريعة في واقع الحياة)) (٢).

ولا يلزم من هذا ألبتة تكفير الناس، وإنما يعني بُعد الناس عن حقيقة التوحيد.

قال سيد:

((إننا لم نُكَفِّرِ الناسَ، وهذا نَقْلٌ مشوّه، إنما نحن نقول: إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة، وعدم تصور مدلولها الصحيح، والبعد عن الحياة الإسلامية، إلى حال تشبه حال المجتمعات الجاهلية، وأنه مِنْ أَجْلِ هذا لا تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام الإسلامي، ولكن تكون إعادة زرع العقيدة، والتربية الأخلاقية الإسلامية، فالمسألة تتعلق بمنهج الحركة الإسلامية أكثر ما تتعلق بالحكم على الناس)) (٣).

والمستبصر بواقع المسلمين يجد أن معظمهم ما يزالون يجهلون حقيقة التوحيد .. يعانون من نقص حاد في التربية الإيمانية، والخلقية، والجهادية، وإن


(١) ما بين القوسين زيادة من عندنا لا بد منها.
(٢) معالم في الطريق (٤٤٨).
(٣) لماذا أعدموني (ص ٣٨)، وهذا من الأدلة الصريحة من سيد -رحمه الله- على عدم تكفيره للناس جملة.

<<  <   >  >>