للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال سيد رحمه الله:

((إن الاعتقاد بالألوهية الواحدة قاعدة لمنهج حياة متكامل، وليس مجرد عقيدة مستكنة في الضمائر، وحدود العقيدة أبعد كثيرًا من مجرد الاعتقاد الساكن.

إن حدود الاعتقاد تتسع وتترامى حتى تتناول كل جانب من جوانب الحياة)) (١).


(١) كنت قد نقلت كلام سيد هذا في كتابي هذا مستشهدًا به، ثم رأيت أحد الأخوة قد خَطَّأَ سيد قطب في هذا، بل وضلله ... فعرضت هذا الكلام على شيخنا العلامة الألباني -حفظه الله- بحضور بعض من انتقد هذا النص؛ ليكون حكمًا مرتضى .. فأيد الشيج -رحمه الله- كلام سيد، وأعجب به، وقال: هذا هو المعنى الصحيح للعقيدة ... واستدل على ذلك بأدلة من الكتاب والسنة، منها أن الإيمان بضع وسبعون شعبة ... وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، وقال حفظه الله: إذا لم يدخل في عقيدة المرء أن إماطة الأذى عن الطريق من الإيمان، فليس له أجر إن عمل هذا العمل ... ثم استغل بعضهم لقائي هذا مع الشيخ ناصر ليوهم أن الشيخ وأنا معه لا نرى وقوع سيد في أخطاء، والتنبيه إليها، وأننا نُخَطِّئُ من يَرُدُّ على سيد، وليست المسألة كذلك، واعلم أنه ليس في هذا أي انتقاص للمنتقدين ممن هم أعلم وأقوم سبيلًا، كما أن العصمة ليست لسيد ولا للمنتقدين، ولا لأحد بعد الرسل .. نسأل الله - عز وجل - العون على الإنصاف.
والمتأمل المنصف لكلام الداعية سيد -رحمه الله تعالى- هذا والذي بعده يجد أنه موافق لمذهب السلف، ولكلام الإمامين ابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب رحمهما الله تعالى.
والظاهر أن سيدا -رحمه الله- قد تأثر في آخر حياته بهذا المنهج، منهج أولوية العقيدة، ودعوة الناس إليها، وتربيتهم عليها، وسلك سبيله، وترك ما عداه، وأخبرني أخوه الأستاذ الفاضل محمد -حفظه الله- بذلك، وكتبه الأخيرة تؤكد ذلك.

<<  <   >  >>